لا تحزن مثلى يا مولاي
لا تحزن من صحراء التيه وجور السلطان!
اضرب بعصاك اللحظة جوف البحر وانجينا
خذنا مقتدرا كالبرق الخاطف اخرجنا من هذا الكابوس
خبئنا بين النهر وبين الورد وغابات الريحان!
(2)
حين اتاك الليل بناحية العتمور
زحف النيل وسار الجمع وسرنا نحوك تسبقنا الخطوات
وبليل يخفى اسرارا تحت خدود النجمات!
كنت بقلب العصر وحيدا و شهيدا
توفى الكيل وتقري الضيف ولا يظلم احد عندك يا مولاي
لو القاك وحيدا تقتلنى الكلمات!
ما ضرك يا مولاي
اذ ما اقبلت علينا ذات صباح
مؤتلق الوجه سليم الخاطر متسق الوجدان
وطفقت تغنى للخرطوم
تتغزل في الانثى امدرمان!
ودلفت بليلك هذا منطلقا كالسهم النوبي
قبالة كرمة كنت تشع ضياء تومض برقا
وتهارقا يدعوك الليلة لشرب نبيذ نوبي
بالقصر الملكي الكائن بين طلول العصر وفوق قباب الازمان
وبليلك هذا اسرجت الخيل لعبري
تلك الحسناء الملأى بالاسرار
ولقمان العبري الخالص كان يوزع حكمته
مثل حكيم نوبي اخر
يرتشف العرق الابيض منتشيا
ويغنى للفجر الحالم بالطمبور