(3)
ما ضرك يا مولاي
اذا ما اقبل شرق باسم نحوك بالدف
وبيسراه السيف ويمناه سواكن
يرتشف القهوة بالهيل
ممشوق القامة طار اليك
تحكي مشيته دقنة عثمان
كأن القادم فى ظلل غمام
كصلاة الفجر بهاء وحضور
كالقاش الصاخب حين تجف الوديان
كجبال التاكا وسواقي توتيل
كالمارد طوكر حين تغازلها الريح
كجبين الشيخ الختم الصوفي
كأن القادم نحوك يشق تلال الشرق بسيف قرشي!
(4)
ما ضرك يا مولاي اذ جاءت مليط تغني
"حياك مليط ثوب العارض الغادي وجاد من واديك ذو الجنات من واد"
......
وخرجت من تحت عباءتها انثى
تنتقش الحناء بيمناها
وبيسراها تخفي قلب حبيب
اذ سافر عصرا كالشفق الاحمر
نحو بلاد لا تعرفها ومدائن اخرى غرقى فى الاحزان
ما ضرك يا مولاي
لو كان العمر فسيحا فى محرابك
وكنا بالحضرة منقسمين على الذات ومجذوبين
وبعثت بهدهدك العارف بالبلدان
لينقب عن ذاك العاشف ويحضره مخفورا عند جلالك
ليقبل عين المحبوبة
ويسقيها خمرة باخوس
لانك يا مولي الحب تروم الاحسان
(5)
وهل اتاك حديثي عن طفل تورق عيناه بروقا
نحيلا وقف بمحرابك
يشكو من من رعد الايام و شح الدنيا
فقر الخاطر يشكو وضمور الوجدان
وبخصر الايام تعلق
يحكي دوما سيرته
فيبكي الغرباء ولا نبكي
فيبكي ظلم ذوي القربى يفترش الاحزان!
من بين ثنايا الكوخ المهجور
يخرج برق من دارفور
يزلزل عرش الدنيا
تبدا ثورتها من عند سلاطين الفور
الثورة ضد الظلم و ضد القهر
الثورة ضد فساد السلطان