الشاعر الحر مشرف
عدد المساهمات : 244 نقاط : 248 السٌّمعَة : 50 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: تحفة الحبيب على شرح الخطيب - فصل في الشركة-الجزء الثالث-صفحة 125 إلى 127 الجمعة أغسطس 14, 2009 3:30 pm | |
| فصل : في الشركة وجه مناسبتها للضمان ضمان أحد الشريكين في بعض الصور . وهي اسم مصدر لأشرك , ومصدره الإشراك , ويقال لمن أثبتها مشرك وشريك ; لكن العرف خصص الإشراك والمشرك لمن جعل لله شريكا . قوله : ( هي بكسر الشين ) حاصل ما ذكر فيها أربع لغات : ثلاثة في الشرح , والرابعة شرك بحذف التاء وكسر الشين وسكون الراء ; لكن هذا الرابع مشترك بين الشركة بمعنى العقد وبين النصيب من الشيء . قوله : ( الاختلاط ) أي سواء كان بعقد أو لا مع تمييز أو لا في مثلي أو لا . قوله : ( ثبوت الحق ) المراد بالحق ملك العين أو المنفعة فيدخل المؤجر . وهذا ليس بمقصود الباب , إذ مقصوده عقد يقتضي ثبوت ذلك الحق بمعنى التصرف لا بقيد كونه على جهة الشيوع فتفسير الحق في الأول غير تفسيره في الثاني كما يعلم ذلك من شرح الروض ا هـ شيخنا . وهذا أولى مما سطره المحشي . قوله : ( والأولى أن يقال ) لأن الباب معقود للشركة الخاصة أي التي تفيد التصرف للعاقدين أو لأحدهما , وهي لا تكون إلا بعقد فيخرج الاشتراك في الأعيان بإرث أو غيره الشامل له الأول إذ لا يفيد ثبوت التصرفات الآتية ; لكن الأولى للشارح أن يقول عقد يقتضي ثبوت التصرف دون قوله ثبوت ذلك , إلا أن يريد بثبوت الحق السابق ثبوت التصرف , فقول ق ل : قوله والأولى ليس بأولى بل الأول أولى ليدخل نحو الموروث والقصاص وحد القذف والشفعة ونحوها غفلة عما عقد له الباب , تأمل م د ملخصا . قوله : ( السائب بن يزيد ) قال شيخ الإسلام في شرح الأعلام : من قال إنه ابن يزيد فقد وهم بل هو ابن أبي السائب الصيفي بن عائد المخزومي ا هـ م د . قوله : ( أنه كان ) بدل من خبر . قوله : ( وافتخر ) أي السائب على المشهور , وأقره النبي على ذلك ; شوبري وع ش . وقيل النبي صلى الله عليه وسلم واستوجهه ق ل لكونه وافق شرعه , قال : لأنه يوم فتح مكة جاء السائب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري ولا يماري ولا يشاري أي لا يرائي : ولا يخاصم ولا يشاحح تطييبا لخاطره وتعظيما له , ولكونه قد وافق شرعه ; فذكره صلى الله عليه وسلم الشركة تقرير لجوازها . وعبارة السيرة الحلبية : وكان صلى الله عليه وسلم يتجر قبل النبوة قبل أن يتجر لخديجة , وكان شريكا للسائب بن أبي السائب صيفي , ولما قدم عليه السائب يوم فتح مكة قال له : مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري أي لا يرائي ولا يماري أي لا يخاصم صاحبه . وهذا يدل على أن قوله كان لا يداري إلى آخره من مقوله صلى الله عليه وسلم . وقد قال فقهاؤنا : والأصل في الشركة خبر السائب بن يزيد أنه كان شريكا للنبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث وافتخر بشركته بعد المبعث , أي قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم شريكي نعم شريك لا يداري ولا يماري ولا يشاري ; والمشاراة المشاحة في الأمر واللحاح فيه , وهو يدل على أن ذلك كان من مقول السائب . ولا مانع من أن يكون كل من النبي صلى الله عليه وسلم والسائب قال في حق الآخر : كان لا يداري ولا يماري وبهذا يندفع قول بعضهم : اختلفت الروايات في هذا الكلام الذي هو كان خير شريك لا يشاري ولا يماري ; فمنهم من يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم في السائب ومنهم من يجعله من قول السائب في حق النبي صلى الله عليه وسلم . ويمكن أن لا يكون مخالفة بين السائب بن أبي السائب صيفي وبين السائب بن يزيد ; لأنه يجوز أن يكون صيفي لقبا لوالده واسمه يزيد . وفي الاستيعاب : وقع اضطراب هل الشريك كان أبا السائب أو ولد السائب بن أبي السائب أو ولده السائب وهو قيس بن السائب بن أبي السائب أو لأخي السائب وهو عبد الله بن أبي السائب ؟ قال : وهذا اضطراب لا يثبت به شيء ولا تقوم به حجة , والسائب بن أبي السائب من المؤلفة أعطاه النبي صلى الله | |
|